نبذة عن حياته
الشاعر محفوظ فرج ابراهيم من مواليد مدينة سامراء المدينة الحالمة العريقة العاصمة الحضارية للدولة العباسية
في عصرها الذهبي
ومدينة سامراء تقع على ساحل دجلة وهي معروفة ببساتينها الجميلة واشجارها الوارفة
نشأ الشاعر في بيت يعشق اللغة والادب وهو امتداد لعناية آبائه واجداده من عشيرةآل مدلل العباسية بولعهم في لغتهم العربية وعشقهم للشعر
اكمل الابتدائية في سامراء وقبلها قرأ القرآن في الكتاتيب عند الملا ياسين الحاج شهاب رحمه الله
ثم اكمل الثانوية في ثانوية سامراء وتخرج في كلية الآداب جامعة بغداد 1976م وحصل على الماجستير من نفس القسم عام 1988م
اخذ ينشر مقالاته النقدية في الشعر والدراسات في جريدة العراق بعد ان كان ينشر قصائده في مجلة صوت الطلبة عام 1971م
عضو احاد الادباء العرب وعضو اتحاد الادباء العرب
صدرت له خمس مجموعات شعرية في العراق في التسيعينيات من القرن الماضي
وقد اتسمت مجموعته بالرمزية مثل مجموعته رغوة الرنين ووتر على عنق الزمن ومسامات ضوئية
وفي المدة بين 2003 و2008 صدرت له مجموعات شعرية اتسمت بالرقة والنفس الرومانسي المتدفق المشاعر
ولعل الاحتلال الامريكي للعراق قد لعب دورا كبيرا في تغير اسلوب الشاعر
وغار حبه لوطنه في اعماقة فراح يتغنى باسلوب مشوب بالحزن في كل ذرة تراب على ارض العراق وقد كان اسلوبه يتضمن دائما الاماكن واسماء الحبيبات اللواتي هن رموز للوطن
وقد كان هذا المسار يشمل قصائده العمودية وشعر التفعيلة
الورد ناداني برقته
ودعا حروفي عنده تغفو
فتمايلت طربا على فمه
وتعمدت بشذاه كي تصفو
ظلت تعانق كأسه جذلا
سكرى بأكمام لها تهفو
وتساءل اليسمين عن ولهي
بهوى روان فقلت لاتجفو
عندي الهوى وطني بحرقته
باب الجنان وحسنه صرف
وضفاف دجلة في سواحلها
الروح مني فوقها تطفو
فاذا سألت فكن معي لترى
كيف التقينا والجنى سقف
والاعظمية كيف قد لبست
ثوب الجمال وزانها العطف
حيث الجذور تغور عالقة
في قاع خلد عشبه الحرف
وفتاة دجلة في جنائنه
حورية لم يوفها وصف
في ناظر قد تاه ناظره
في بحره وتعذر الكشف
وبقامة كالنخل باسقة
لم يثنها دهر ولاعصف
ملكت علىّ مشاعري وسمى
بي شوقها وتبدد الخوف
فهي الحياة وان دنا وجل
فحنانها المسرى لما أوفو
واذا اشتكى الجوري من حسد
العين لم يغمض لها طرف
فشفاهها باتت بحمرته
مهووسة واشتاقها الرشف
ونتاغمت من وقع خطوتها
قيثارتي وتواصل العزف
بأنامل طابت نعومتها
ببياضها وتراخت الكف
فرياض سامرا لطلعتها
غنت عنادله وتهلل الصيف
والغانيات وقعن في شرك
من سحرها واعشوشب الجرف
واختار زورقنا مضايقه
فيه النوارس فوقنا رف
فالماء دغدغ في تطايره
اغصانها فتضوع العرف
قالت تحدثني لواحظها
أرأيت يصرعنا هنا حتف
قلت المحبة منك طاهرة
ما همني من بعدها خلف
نجواك أشعار بها طفقت
عشتار بين سطوره صف
والسومرية في عباءتها
فيض الامومة وهي تلتف
مسكونة بالحب مذ نطقت
فالحلم في صفحاتها كهف
والليل اما غاب سامره
أضوى وأنجمه لها عزف
وقد اتضحت الرقة جلية في شعر التفعيلة لديه
ابحث عنك
صهيل الفجر القادم حين
يشق روابي الليل
وتبتدأ الالوان تبرعم أطراف
الورد
اغبط كل طيور النورس
وهي تهيم بلألاءك
حتى تسقط ميتة في أحضانك
قد أتوارى خلف عباراتي
لكني أتنفس من شهقات الأطفال
ومن أعينهم أتعمد
كالصابئة المندائيين
افرك في كفي شجر ألآس
وأروّي من طينك
أوصالي
وإذا سف التيار النازل
من نهر الزاب الأعلى
أشجاني فيك
ادعوك لنبقى يسري فينا
الإبحار إلى حيث يشاء
أقول حبيبة روحي
لغتي
تتنصل من اي كنايات
يطفو زبد المعنى فيها
يترسب شكل
سماد للأحراش المدفونة
في الخلجان
ابحث عنك بعيني حجل
أو كركي
حط على وجل ينقر في ضفة الجرح الغائر من
سامراء إلى حيفا
ألقى
اوليفيرا غرنوق
ينفض جنحية بقلبي
تبتل شغافي
فيرف النبض الرافض
نحو
بنات الافكار
المغدورات على بسط السلطان
ألقاها
في اوكاريت
يلف نطاق الشوق على جسر الدغارة
نحيل الخصر
تومئ في أطراف عباءتها
لمرافئ دافئة
لايرسو عند حصاها الا المسكونون
بعشق حمامات الكرخ الفضية
اين تكونين
أيمم شطر محطاتك
ابحث عمن يروي لي بعضا من طيبتك البصرية
عن كوب تركت شفتيك الزعتر
فوق حواشيه
قبلي كان المتصوفة الزهاد
يجوسون أواوينك
كي يجدوا أورادا يقضون الليل بها
وأنا وردي أن أقرا بسم الله
على عينيك الفاتنتين
وأرتل(( ماشاء الله لاقوة إلا بالله))
منتحيا ركنا ينتظر الاشراقة
في وجه بنات الدير
اسمع حتى رمل البحر الأبيض
يبوح تلهفهه لطراوة قدميك
مري فوق مساماتي
كي تتوحد في أذان الفجر
صلاة العشاق القديسين
وتمسد كف الامن جراح المنتظرين
العودة
مري تفرع اودية بالحب
ويحبو الاطفال بغزة أو ميسان
على السندس والاستبرق
وينتصر الانسان
أغويني من تفاحك يابرقة
يالبنان
ودعي ارشيكال تواصل فن السطوة
كما يهوى ميكافيلي
نحن تركنا السرب
تخذنا من منحدرات
الخابور ملاذا
أسلمنا روحينا
لحداء البدو الرحل
اغنية وزع موسيقاها
من يشكر
غربال للحرف العربي
فأودى فيه السلطان
( واحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري)
لم يعد الحسك المفروش امام العشاق
يعيق لقاء محبين
ماعاد البحر المترامي بأعاصير الافاقين
يبدد نشوة كأسينا
كلانا غاب وراء ثياب حبيبه
تلقفنا نجم منذ قرون ضوئية
وتوضأنا بسناه
المتماهي في الماء
قالت منذ قرون وانا انتظر اللحظة
اصبحنا كلا ابديا وترفعنا عن ادران الماضي
ضم جناحيك على صدري
واختر برزخنا فوق الارض
بعيدا عن غمزات الحساد
نواصل رحلتنا نحو الجزر الصغرى
المعزولة أقصى
الهادي
نستوحي من اعشاب البحر
خشوع القلب
ومن صدف الساحل بيتا
كرويا لا يدهمه المد القادم غربا
ومن مجموعاته الحديثة مجموعته الشعرية شهرزاد ومنها (شهرزاد تغمرني بتفاصيلها المغرية)
وما برحت شهرزاد
تقاسمني الخبز اسبقها
في التجول بين المواقد
ابخر اخيلتي
و عطور سذاجتها
ومراقي أحزانها
يتنازعني
الجرح بين مرايا تمردها
وحكاياتها
ثم تمطرني بتفاصيلها
المغرية
هي لا تشتهي غير أن تتبرج
أنجمها بطلاء الرشاقة
وتهتز
أرداف ألفاظها
خلف إيقاع جوقة أحرفها
المرهفات
وأنا أتشبث بالرمل
رمل ضفاف البحيرة
يحدثني عن أحبته ومجالسهم
والسمر
وأقول له غادروا
من مضى قد مضى
عفروا بالدماء ثراك
والذين بقوا هاجروا
تركوني اخط لك العهد مع( دجلة)
إننا سنعيد الليالي
التي تتراقص أنسام (ثرثار)
أسماكه
والنوارس
من وقعها
يا التي عبرت في مراكبها
فوق خاصرتي
أنت وحدك من يستسيغ
ملاحقتي وأنا أتضور من لغة الحب في
شفتيك
لغة تستيبس تحت
مجازاتها صوري
ولكنها بعد أن اتماهى وراء البريق
سيحضنني ما تخبأ بين زوايا
هطولك في الروح
شهرزاد
حمامة مسكية كنت فارقتها
ثم عادت إلي
وأعطيتها
ثم عادت إلي
وقد قطعوا بالمقص قوادمها والخوافي
وعادت إلى البرج زاحفة
بجراحاتها
شهرزاد
البقاء الذي قال للراقدين
بأنا هنا سنموت
و تنبت أجسادنا
حسكا تتدمى به قدم
تترية
ومجموعته الشعرية لماذا أحبك منها قصيدته (لماذا أحبك)
تقولين لي
لماذا احبك
ويكبر حبك تمتد عندي مساحاته
في المشيب
لأني أرى في مفاتنك الساحرة
مفاتن أرضي
أأسمع صوتك دون النفاذ إلى نغمات
خرير الفراتين
حين يضيقان ذرعا
إذا اعترضت صخرة جريانهما ؟
أأهيم بأنفاسك المسكرة ؟
ولا يتهاوى عبير
بساتين أهلي في بهرز
أأرحل في أفق عينيك
والهدب أشرعتي وأنا
أتضور شوقا بعمان
من رحلة قطعت كل أوردتي
ولا تتراءى لي الأعظمية
تلبس ثوب الأميرات
رغم الجراح ؟
أألاحظ قامتك الموصلية
ولا يتجذر نخل السماوة
بين خلايا دمائي ؟
أترفرف روحي طيرا
يعشش بين دياجير شعرك
وتسافر نحو نهارات صدرك
ولا أتخيل لون المساءات
في الكاظمية ؟
اذن أنت لي وطن كل شيء
يزول وأنت
الطفولة في الساحة الهاشمية
تشتاق دميتها في الرصافة
وأنت الحنين الذي تتفجر دجلة من
من عمقه نحو أبنائها
وأنت ملاذي وزوادتي حين
يغتالني الغادرون
أموت وألقى بموتي على جسد
فيه طعم لتربة شطيه
بعث روحي
وجموعته الشعرية مراسي عينيك منها قصيدته ( أستنطق أعماق الأحرف )
أستنطق أعماق الأحرف
وأدعابها
وألاحق منحنيات الخط
وأمرر ماء العين عليها
فعسى أن ترحمني
وتجود بوصفك
أغريها في اللون الخمري على
فتحة صدرك
وأطعمها سورة روحي
حين تدور على نصب الحرية
في الباب الشرقي
أروي أعراق الأحرف
أعذب ما عتق من خمر
في هبهب
أتركها نشوانة طائفة مثل عصافير
الكسرة حين تدب تباشير الفجر
أقول لها انهمري شلالات
من أربيل
لأعمد فاتنة النهرين
ببريق الكفين الناعمتين
كوني مرود عينين تكحلتا
بأمان
والتمي شكل قميص يحضن
رمان خريسان
وصفيها
أهناك جمال أرشق من قامتها
تجدين
هي مصدر إلهامك فاستمعي
للعشق الناطق في شفتيها
غني في حضرتها
و ليرقص إيقاعك رقص السعف
البغدادي
تغازله دجلة
وتجمعن على قامتها
وتسلقن لآلئ تزدان ملابسها فيها
وتسسللن وراء الأكمات النورانية
من فتحات الأردان
فهناك تجدن بساتين الإبداع
تجود بأبهى ماخلق الله من الآيات
وأشهى ماحوت الأرض من الأثمار
واذا ما عدتن تباعا
نحوي بلغن فؤادي
كل حكايا السحر المخبوء
وراء سواقي سامراء
ومجموعته الشعرية روان منها
وروان مرابع شحات
أو قوس رأس الهلال
دعتني على ساحل المتوسط
كان وجه روان على صفحة الماء
يختض بالموج
يخفق قلبي يدي تتشبث في خصرها
تقول أخاف الذهاب الى العمق
اقول دعيني أحدق
في عمق عينيك
أغرق بين مواطن محارها
ولآلئها وأعود الى الساحل
فيحمر من خجل خدها
وأعود بها
تتململ بين ذراعي
أردافها
نتوسد رمل الضفاف
يبللنا الماء
يرسم لوحاته شعرها
على حمرة الكتفين
على منحنى الصدر
يلتم رف نوارس من حولنا
ورف شجون تطير
بروحي لتلتم في روحها
اقول اتبعيني
نمشط شعر السواحل
في درنة
ولتسمع كل الصبايا أغانينا
والشباب
نقول بأن الهوى ليس جرما
إذا العاشقين
تسامت بأحلامهم زفرات
الغرام
ومجموعته هواجس عاشقة منها
محور عينيك
تسبقني عيناك
قبيل دبيب اللهفة نحوك
حين تغامر خمرتها في الروح
وتوقد نشوتها في جسدي
فأرى بينهما انك تهوي
كالطائر حول شفاهي الضمأى
وتلامسها بجناحيك الفضيين
وأرى بينهما كفين تمدان على
أزرار قميصي الوردي
تداعب غفوة صدري بنعومة
تتوالى نظراتك حول الخصر
تدغدغ أحلامي
تلتف حزاما يحضنني
بين ذراعيه
وتدور بي الدنيا في محور عينيك
أتيه لوحدي بوصلتي محور عينيك
استلقي فوق رمال الشاطئ
نصفي يلتم عليه الموج الهادئ
يعزف في أوتار شراييني
سمفونية حب لامحدود
فعناق الماء زوارق تطفو بي
لنهايات لازوردية
ومجموعته رواسي منها قصيدته ( ولتكن أنت هكذا يا بنفسج )
( ولتكن أنت هكذا يا بنفسج )
لك أن تشتكي الندى يا بنفسج
ولقلبي على عبيرك يحتج
فلقد شدني إليك غرام
ساقه الكُمّ منك حين توهج
ولعينيّ من تكور كأس
تحت أزراره النقاوة ترتج
لهفة تستحم فوق خدود
رف قلبي وراءها وتأجج
وعلى بسمة التويج توالت
رفرفات الطيور حين تأرج
أخذتنا دنيا إليه فهامت
بتلابيب حسنها وهي أبهج
يتمنى اليسمين أن يتفانى
بين أردانها ليصبح أبلج
ويفدّي الشّبوي نسمة عطر
من زفير على لماها تلجلج
أيهذا الفرات بالله قل لي
ألمسرى مراكبي فيك مخرج؟
وإذا لم يكن فمسراي نيل
فعلى ضفتيه حسن تدرّج
علني أستميل أعطاف دنيا
وأراها بالشوق نحوي تلهج